ورد إلينا
عن بئر زمزم تلك البئر آلتي لها قيمة عاليه وغاليه في نفوسنا فهي بئر جدنا إسماعيل ورد إلينا في حفرها ثاني مرة علي يد جد كريمنا الرسول صلي الله عليه وسلم فقد قال عبد المطلب بن هاشم: إني لنائم في الحجر (الحجر هو البناء المدار حول الكعبة من ناحية الشمال) اذ أتاني آت ، فقال احفر طيبة (سميت زمزم طيبة والطيبات من أولاد إسماعيل) قلت: وما طيبة؟ فذهب عني.
فلما كان الغد رجعت إلي مضجعي فنمت فيه، فجاءني فقال: احفر برة، (سميت زمزم برة لأنها فاضت للأبرار) فقلت وما برة؟ فذهب عني.
فلما كان الغد رجعت إلي مضجعي فنمت فيه ، فجاءني فقال: احفر المضنونة ، (سميت زمزم المضنونة لأنة ضن بها علي غير المؤمنين) فقلت : وما المضنونة؟ فذهب عني.
فلما كان الغد رجعت إلي مضجعي فنمت فيه فجاءني ، فقال احفر زمزم ، إنك غن حفرتها لا تندم. فقلت: وما زمزم؟ قال: لا تنفأ أبداً و لا تذم (معني بئر ذمة) ، عند تسبيح الحجيج الأعظم ، وهي بين الفرث والدم ، عند نقرة الغراب الأعصم (الذي بجناحية بياض) ، عند قرية النمل. لما جلس عبد المطلب ينظر الي العلامات آلتي دل عليها وجد غراب ينقر في الأرض ونظر فوجد قرية النمل ولكن لم يجد العلامة الثالثة الفرث والدم فبينما هو كذلك
هربت بقرة من الجزار ولم يلحق بها
إلا داخل الحرم فذبحها في الموضع آلذي ينظر إليه عبد المطلب فنزك الفرث والدم ..
لما تبين موضع زمزم لعبد المطلب بن هاشم
وعرف آنه صدق حضر ثاني يوم يوم بمعوله، ومعه أبنه الحارث بن عبد المطلب، وليس معه ولد غيره، بدأ عبد المطلب وولده الحفر ولما ظهر لهم الطوي (بداية الطوب الذي يلف داخل البئر) كبر عبد المطلب. فعرفت قريش أنه قد لارك حاجته ، فقاموا إليه ، فقالوا: يا عبد المطلب ؛ إنها بئر أبينا إسماعيل ؛ فأشركنا معك فيها.
فقال عبد المطلب: ما أنا فاعل ؛ إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم ، و أعطيته من بينكم.
فقالوا له: فأنصفنا ؛ فإنا غير تاركيك حتي نخاصمك فيها ، فقال: فاجعلوا بيني وبينكم من أحاكمكم إليه. قالوا: كاهنة بني سعد . فقال نعم - وكان بالشام.
فركب عبد المطلب ومعه نفر من بني امين من بني بعد مناف ، وركب من كل قبيلة من قريش نفر - والأرض في ذاك الوقت صحاري كبيرة - وبينما هم بين الحجاز
والشام فني ماء عبد المطلب وأصحابه ، فظمئوا حتي أيقنوا بالهلكة ، فاستسقوا من
معهم من قبائل قريش { نفذ ماء عبد المطلب
واصحابه فطلب الماء من الذين معهم في سفرهم } فأبوا عليهم ؛ رفضوا أعطائهم الماء وقالوا له :
إنا بمفازة ونحن نخشي علي أنفسنا مثل ما أصابكم .
فلما رأي عبد المطلب ما صنع القوم ؛ وما يتخوف علي نفسه و أصحابه قال: ماذا ترون؟ قالوا: ما رأينا إلا تبع
لرأيك ، فمرنا بما شئت. قال :
فإني أري أن يحفر كل رجل منكم حفرته لنفسه بما بكم الآن من القوة ، فكلما مات رجل دفعه أصحابه في حفرة ،
ثم واروه حتي يكون آخركم رجلاً واحداً ؛ فضيعةُ رجل واحد أيسر من ضيعة ركب جميعه
. فقالوا : نعم ما امرت به ! فقام كل واحد
منهم فحفر حفرته ؛ ثم قعد ينتظر الموت عطشاً .
ثم إن عبد المطلب قال لأصحابه: والله إن إلقاءنا بأيدينا هكذا للموت - لا نضرب في الأرض للمُكْتُوب - ولا نبتغي لأنفسنا - لعجز ، فعَلاَا أَنْ يُفْرَقْ نَفْضًا - تقدم عبد المطلب إلي راحلته فركبها ؛ فلما انبعثت من انفجرت من تحت خفيها عين ماء عذب ،
فكبر عبد المطلب وكبر أصحابه ، ثم نزل فشرب وشرب اصحابه ، واستسقوا حتي ملئوا أسقيتهم.
ثم دعا عبد المطلب القبائل من قريش ؛ فقال لهم هلموا إلي الماء فقد سقانا الله ، فاشربوا واستقوا. فجاءوا فشربوا واستقوا ؛ ثم قد قد قضي لكِ يا عبد المطلب ؛ والله لا نملكمك في زمزم حتى ؛ إن الذي سقاك هذا الماء بهذه الفلاة لهو الذي سقاك زمزم! فارجع إلي سقايتك راشداً. فرجع ورجعوا معه ، و لم يصلوا إلي الكاهنة ، وخلوا بينه وبينها! تركوا له بئر زمزم لعبد المطلب وابنائه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق