الاثنين، 31 ديسمبر 2018

الحجاج وخطبه





     من خطب الحجاج ومواقفه :
لما قتل الحجاج عبد الله بن الزبير صعد المنبر متلثماٌ  ، فحط عنه اللثام وقال : " موج ليل ألتطم ، و انجلي بضوء صبحه ، يا أهل الحجاز كيف رأيتموني ! ألم أكشف الجور ، و طخية الباطل بنور الحق ؟
     والله لقد وطئكم الحجاج وطأة مشفق ، و عطفة رحم ، و وصل قرابة ، فإياكم أن تزلوا عن سنن أقمناكم عليه ؛ فأقطع عنكم ما وصلته لكم بالصارم البتار ، و أقيم من أودكم ما يقيم المثقف من أود القناة بالنار "
   ثم نزل وهو يقول :   
    أخو الحرب إن عضت الحرب عضها     و إن شمرت عن ساقها الحرب
      و قال وقد ارتجت مكه بالبكاء :
   "   ألا  إن ابن الزبير كان من أخبار هذه الأمة ، حتي رغب في الخلافة ونازع فيها ، و خلع طاعة الله ، و استكن بحرم الله . ولو كان شئ ماتعاً العصاة ، لمنع آدم حرمة الجنة ، لأن الله تعالي خلقه بيده . فلما عصاه أخرجه منها بخطيئته ، و آدم علي الله أكرم من ابن الزبير ، والجنة أعظم حرمة من الكعبة "


     خطبة الحجاج لما قدم البصرة يتهدد أهل العراق  فقال :
     " أيها الناس  من أعياه دواؤه فعندي دواؤه ، ومن استطال أجله – فعلي أن أعجله ومن ثقل عليه رأسه وضعت عنه ثقله ، ومن استطال ماضي عمره قصرت عليه باقيه .  إن للشيطان طيفاً ، و للسلطان سيفاً فمن سقمت سريرته صحت عقوبته ، ومن وضعه ذنبه رفعه صلبه، إني أحذر ثم لا أعذر – و أتوعد ثم لا أعفو . إنما أفسدكم ترنيق ولاتكم إن الحزم و العزم سلباني سوطي ، وأبدلاني به سيفي ، فقائمه في يديه ونجاده في عنقي ، و ذبابة قلادة لمن عصاني . والله لا آمر أحدكم أن يخرج من باب من أبواب المسجد . فيخرج من الباب الذي يليه إلا ضربت عنقه "
  أرث العرب 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق