ورد الينا
في الاثر مما حفظه لنا اجدانا من العرب قصه واقعيه تدل علي الشجاعه وحسن التدبير وعدم التفريط في حقوقنا
قصة جذيمه
الابرش (جذيمه بن مالك بن فهم بن غنم ثالث ملوك تنوخ واول ملوك الحيره
وعمرو بن
حسان بن اذنبه بن السميدع من العماليق وابنته الزباء
وعمرو بن
عدي بن نصر بن ربيعه ثاني ملوك الحيره بعد خاله جذيمه الابرش
نري كيف
انتصرت الزباء واخذت بثار ابيها من جذيمه ونري تارة اخري كيف انتصر عمرو لخاله
واخذ ثاره....
كان هناك
ملكه تدعي الزباء ملكة الجزيره وكان عدوها اللدود هو جذيمه هو ملك علي شاطئ الفرات
, وكان جذيمه قد قتل ابوالزباء و قد ورثت هي ملك ابيها فلما استقرت لها امور الملك
وجمعت شتات مملكتها وانتظمت امور الحكم لها احبت ان تأخذ بثأرها فارسلت الي جذيمه
رساله تقول فيها (انها لم تجد ملك النساء الا قبحا في السماع ’وضعفا في السلطان
’وانها لم تجد لملكها موضعا ’ ولا نفسا كفئا غيرك ’فأقبل الي لأجمع ملكي الي ملكك
’ واصل بلادي ببلادك , وتتقلد امري وامرك )
عندما اتي الرسول الي جذيمه سرح بخياله
طامعا في ملك الزباء وطمعته نفسه في ان يصبح ملكه اكبر ويصير هو اغني ولكنه جمع
اهل المشوره والرأي في وزرائه وقومه فرغبوه ووافقوا رأيه في الزواج من الزباء
00000
الا احد
وزرائه ويدعي قصير كان ذو رأي سديد فاشار عليه بعدم المسير اليها وان يختبر حسن
نيتها ويطلب منها ان تأتي هي اليه وقال ان كانت صادقه ستقبل وان رفضت فهي تضمر
الشر ولكن استخف جذيمه برأيه وقرر المسير اليها ليتزوجها في بلدها 000
فدعا جذيمه
ابن اخته عمرو بن عدي واستشاره في امر الزباء فشجعه في المسير ايضا فجهز جزيمه
عدته للسقر لمملكه الجزيره حيث مقام الزباء وترك امر مملكته لعمرو بن اخته عندما
اقترب من مملكة الزباء ارسلت له هدايا
كثيره في الطريق فعظم امرها في نفسه ولكن ساوره القلق فأستشار قصير مرة اخري في امرها فقال له اذا
سارت امامك فهي صادقه وان سارت خلفك فهي كاذبه وستغدر بك واذا لقيتك الجيوش فأعمد
الي العصا (العصا فرسه ملك لجذيمه لا يسبقها اي فرس ) فهي تنجيك واذا لم تستطيع
الوصول لها انا اركبها واتيك بها فحدث ما
قدره قصير وحالت الجيوش بين جذيمه وقصير والعصا
’’’’’’’ فلما رأي قصير هذا الفخ اطلق للعصا العنان وطلب الهرب وسبق بها
السحب حتي وصل الي عمرو بن عدي هذا امر قصير اما امر جذيمه :::
لما احاطت
الجيوش به وحالت بينه وبين قومه وعلم انه هالك لا محاله وشاهد قصير يعدو بالعصا
فندم علي قبول نصيحته , اما الزباء فانها استقبلته بابتسامة فرح وتشفي فقالت له:
اشوار عروس تري ؟ فرد قائلا : امر غدر اري .
فدعت بالنطع
والسيف لتقتله فرأت في نفسها ان تعذبه ولا تقتله قتلا سريعا رحيما وقالت : ان دماء
الملوك شفاء من الكلب فامرت جواريها
باحضار طست من ذهب ( يقال ان اذا صفي دم القتيل في طست من ذهب لا يطلب احدا بثأره
فاعدت هذا الطست لتصفي دمه فيه حتي لايطلب احدا بثأره ) وسقت جذيمه خمرا حتي تمكنت
الخمر منه فامرت بقطع راهشيه وهما عرقان
يجريان بباطن الذراعين ويقطر دمه في الطست
فلما ضعف جسده من قلة الدم سقطت يداه
وتناثر دمه فصاحت الزباء : لا تضيعوا دم الملك فقال جذيمه دعوا دما ضيعه اهله ومات
جذيمه .
وصل قصير
الي مملكه جذيمه (الحيره ) فتوجه عمرو بن عدي اليه يساله عما حدث فاخبره بالامر
كله ولم يخفي عليه شيئا وطلب منه الاسراع في طلب ثأر خاله جذيمه
وكان من امر
الزباء انها اكتهنت فقال لها الكهنه ان موتها سيكون بسبب غلام وهو عمرو بن عدي ولكن لن تموت بيده بل بيدها
ولكن بسبب عمرو فأخذت حذرها من عمر وقامت بعمل نفق من مجلسها الي داخل حصنها
بمدينتها حتي اذا فاجاها شئ لجات الي
حصنها ’ كما قامت بارسال احد الاشخاص
متخفيا الي قصر عمرو بن عدي يرسم لها صورا له في كل اوضاعه حتي تعرفه معرفة حسنه ,
بينما طلب قصير من عمرو ان يجدع انفه ويضرب ظهره
فقال له عمرا لما انت لا تستحق هذا فقال له قصير لنبلغ ما نريد ففعل عمرو
وخرج قصير من عنده هاربا اللي الزباء عندما وصل الي مملكة الزباء طلب الاذن بالدخول اليه فاذنت له فوجدت انفه قد قطع وضهره قد حني من
الضرب فقالت له ماذا حدث لك؟
فقال
لقد اعتقد عمرو انني غررت بخاله وزينت له
الزواج منك فكنت سببا في هلاكه فصنع بي ما صنع ....
فاكرمته
الزباء وضمته الي حاشيتها وانعمت عليه لان قصير كان معروف بالذكاء وسداد الرأي
مرت الايام
وكل يوم يزداد قصير ثقه وحظا عند الزباء فهي لاتري منه الا الاخلاص والوفاء فلما
شعر قصير بانها وثقت به طلب منها ان تأذن له بالذهاب الي العراق لان له بها اموال
كثيره وثياب لاتصلح الا للملوك وهدايا عظيمه وعطور غاليه فيحضر امواله وبعض ما
لديه من ثياب ليهديه اليها ؟ فاذنت ليه و اعطته اموال وجهزت معه عبيد ليعينوه في
سفره .. ذهب قصير الي العراق ودخل الحيره متخفيا
علي عمرو بن عدي فأخبره بما حدث معه
وطلب منه ان يعطيه الثياب والامتعه حتي تثق به الزباء اكثر ويتمكنا من
الثار لجذيمه فاعطاه ما اراد ووذهب به للزباء فاعجبها جدا فكرر قصير الامر مرة
تانيه وعاد محملا بهدايا كثيره وعاد ثالث مره الي عمرو بن عدي وتلك المره غير ما
سبق ...
طلب قصي من
عمرو ان يجمع له الرجال الذين يثق بهم وويضع علي كل جمل غرارتين (الغراره وعاء من
الخيش ) ويضع داخل كل غراره رجل فاذا دخلوا ممكلكة الزباء قاتلوا من يقاتلهم واذا
ارادت الزباء النفق لتدخل حصنها منعها قصير بالسيف حتي يأخذ عمرو ثأر خاله بيده ,
ففعل عمرو
ما اشر عليه به قصير وحمل الزجال بالغرائر
علي الجمال وساروا بالليل ويرتاحون بالنهار حتي شارفوا الوصول الي مدينة الزباء
سبقهم قصير ليعلمها بما احضر فخرجت معه لنري ما احضر فوجدت الابل تترك اثرا عميقا
في الارض من ثقل ما تحمل فسالت قصير فاخبرها انه احضر كل ما له بالحيره فدخلت
الابل كلها المدينه ومع مرور اخر بعير من الباب وخز البواب الغره فسمع انينا لانه
اصاب الرجل الجالس داخلها فقال البواب ان الابل تحمل شرا فلما اناخت الابل وسط المدينه خرج منها الرجال
وقاموا في المدينه قتلا حتي طلبت الزباء نفقها لتهرب فلم تتمكن لان قصير عارضها
وهم عمرو بقتلها فقالت له بيدي لا بيد
عمرو ومصت خاتمها وكان به سم فماتت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق