نبتعد قليلا عن تاريخنا العربي الثري و نقترب قليلا من قصة الكراهية و الغضب التعصب الأعمي نتحدث عن قصة (مذبحة سانت بارثولوميو ) بطلة هذه القصه هي كاترين دي مديسي المولوده في فلورنسا عام 1519 .
كاترين هي أبنة لورنزو دي مديسي حاكم فلورنسا مات والديها وتم تربيتها في في أحد الأديره ثم تزوجت عام 1533 دوق اوليانس الذي صار ملكا لفرنسا بأسم هنري الثاني مات أخوه الأكبر و أصبح هو ملكا بعد موت والده فرنسيس عام 1547 م عاشت مدة حكم زوجها منعزلة لم يكن لها أي نفوذ علي الملك و كان زوجها يلهو مع ديانا دي بواتيه التي أصبحت المتحكمة الفعلية في فرنسا و ملكتها الحقيقية فلم يكن من كاترين إلا أن صادقتها .
كان هنري ظالما و لكن ظلمة لا يقاس بما ستفعله كاترين في ما بعد .
بدأ ظهور كاترين للحياه السياسية خلال الحرب بين فرنسا & أسبانيا في غياب زوجها وردت الأخبار بسقوط سانت كوينتين و هرب الناس من باريس خوفا من الحرب ، فذهبت كاترين الي البرلمان برفقة الكرادلة و الأمراء و الميرات و خطبت في أعضاء البرلمان و صورت لهم حاجة الجنود المسلحة للمال فأمر لما البرلمان بمائة ألف كرون .
فتغير كاترين في المملكة و في قلب زوجها حيث أخذ يعتني بها و يتودد إليها ، بعد موت هنري الثاني تولي بعده إبنه الأمير بأسم فرنسيس الثاني و لم يمكث في الحكم إلا أقل من عام و مات .
ثم تولي بعد الفتي شارل طفل في العاشره من العمر و كانت أمه لها كامل السلطة و النفوذ عليه فأنكشفت شخصيتها الحقيقه دموية حاقدة و لكن علي من علي ابناء عقيدتها .
كانت أوروبا غارقة في الصراع بين الكاثوليك و البروتستانت و كان عدد البروتستانت الهوغونوت كبير و كان زعيمهم ( برنس دي كونديه ) .
ناصرت كاترين الكاثوليك لأن عددهم أكبر إبتدأت المعارك في عام 1562 م ، و قتل شاب بروتستانتي زعيم الكاثوليك .
عام 1568 م تسلمت كاترين قيادة جيش الكاثوليك .
تصادم الجيشان و أنتهي الأمر بهزيمة البروتستانت و ذبح زعيمهم برنس دي كونديه .
قامت ملكة نافار بإلقاء خطبة موثرة علي الجنود البروتستانت و فرقت عليهم العطايا و اثارت أرواحهم و قلوبهم للثأر .
فقامت كاترين بفعل ما فعلته ملكة نافار و لكن جيش الكاثوليك لا يدين بالولاء والطاعه .
إلتقي الجيشان وهزم البروتستانت مرة أخري ، و جرح قائد جيوش البروتستانت جرحاً خطيراً و نقل إلي داره . و لكن بعد أسبوع عاد للقتال فتزعزعت ثقة جنود الكاثوليك كما أمدت ملكة نافار الجيش بجيش أخر فلاحت للكاثوليك علامات النصر و لكن ...........
طلبت كاترين الصلح لتبدأ فصل جديد في حياه أوروبا .
طلبت أمير نافار و دعته إلي بلاطها و عرضت عليه يد ابنتها مرغريت و كانت أيه في الجمال ، و تم خطبة مرغريت و هنري و أعلنت كاترين أن الأمير هنري صار أبناً لها . و لكن ملكة نافار رفضت في البداية حتي تم أقناعها بان هذا الزواج سينتهي الخلاف الدموي بين الكاثوليك و البرتوستانت و يحفظ وحدة فرنسا .
قامت كاترين إبنها شارل بإغراء زعماء البروتستانت علي القدوم إلي باريس ضيوفاً في حفلة الزواج و أستقبل شارل ملكة نافار بمظاهر الود و الترحاب و كان يدعوها خالتي المحبوبة .
ما ان أصبحت ملكة نافار في ضيافة كاترين حتي أصيبت بحمي ماتت بعدها بتسعه أيام . وشاع في أوروبا أن كاترين سممتها .
جاء كبار البروتستانت و الكاثوليك من أنحاء أوروبا لحضور الزواج و تم الزواج . و أصبحت مارغريت ملكة نافار .
و أصيب الأميرال ( كويني ) برصاصة و هرب القاتل .
قرر شارل و أمه سجن زوج أخته هنري حتي ينبذ عقيدته البروتستانتية .
صدرت أوامر سراً لكل كاثوليك فرنسا بأن يلبسوا صليباً أبيض علي قبعاتهم و أن يضعوا علي أذرعهم رقعه قماش بيضاء حتي يستطيع تميزهم في الليل ، وانه عندما يدق الجرس في الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل من برج دار العداله تكون تلك الاشارة ليقوم الكاثوليك بذبح البروتستانت في جميع انحاء فرنسا و لا يبقون علي أحد يقتلون كل الرجال والنساء والاطفال والشيوخ ، تردد شارل قليلاً و لكن الأم أصرت و مضت في خطتها .
مع قرع جرس الساعة الثانية عشره بدات المذبحة ( مذبحة سانت بارثولوميو في يوم 24 أغسطس عام 1572 ميلاديه يوم عيد القديس بارثولوميو . كان لايسمع في شوارع فرنسا إلا كلمة ( أقتل ) و كان يتم إلقاء الجثث من النوافز حتي أمتلئت بها الطرق و جرت الدماء أنهاراً و كان الناس يلعبون بالرؤوس الدميه في الشوارع و أستمرت المذبحة أسبوع كامل قدر عدد الضحايا بمائة ألف بروتستانتي .
هذا الحقد والغل احتواه قلب أمرأه هي ملكة ضد رعيتها وقومها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق