السبت، 23 فبراير 2019

ثورة العربان

     




     المتأمل في تاريخ مصر اثناء حكم المماليك او اي دولة نشأت في مصر  يعرف تمام المعرفة أن مصر لم يحكمها مصريين وأنما حكام من دول مجاورة خصوصا بعد حكم الفراعنة . نتسأل كثيراً أين كان شعب مصر من كل هذا.في عام ستمائة وواحد وخمسين هجريه ثار العربان ببلاد الصعيد و أرض بحري ، و قطعوا الطريق براً و بحراً ، وتوقفت التجاره وامتنع الناس عن السفر وقام الشريف ( حصن الدين ثعلب بن الأمير الكبير نجم الدين علي بن الأمير الشريف فخر الدين إسماعيل بن حصن الدولة مجد العرب ثعلب بن يعقوب مسلم بن  أبي جميل الجمدي  ) فقال نحن أصحاب البلاد وإنا أحق بالملك من المماليك ، وقد كفي أنا خدمنا بني أيوب وهم خوارج خرجوا علي البلاد....    منع الجنود من نمول الخراج   وأنفوا من خدمة الترك وقالوا عن المماليك أنهم عبيد للخوارج ..    أجتمع العرب وهم كثر وفي سعة من المال والخيل والرجال واجتمعوا عند الأمير حصن الدين ثعلب وهو بناحية دهروط صربان  ( هي الأن مدينة ديروط بمحافظة أسيوط )؛ وقد أتي العرب من أقصي الصعيد وأطراف البحيرة و الجيزة و الفيوم وحلفوا له كلهم . فبلغ عدة الفرسان أثني عشر ألف فارس ، وتجاوز عدد الراجلين الإحصاء لكثرتهم ، فجهز إليهم الملك المعز أيبك الأمير فارس الدين أقطاي الجمدار ، و الأمير فارس الدين أقطاي المستعرب ، ومعهم جيش يتألف من خمسة آلاف فارس . فسار الجيش حتي وصل الي مدينة ذروة  وبرز لهم الأمير حصن الدين ثعلب ، فأقتتل الفريقان من بكرة النهار إلي الظهر فقدر الله أن الأمير حصن الدين تقنطر عن فرسه ، فأحاط به أصحابه و أتت الأتراك إليه فقتل حوله من العرب والعبيد أربعمائه رجل ، حتي أركبوه  فوجد العرب قد تفرقوا عنه فولي منهزماً و ركب الاتراك في أعقابهم ، يقتلون و يأسرون حتي حال بينهم الليل ، فحووا من الأسلاب و النسوان و الأولاد و الخيول و الجمال و المواشي ما عجزوا عن عده و أحصاءه وعاد الاتراك الي المخيم ببلبيس  ؛ ثم توجهوا إلي عرب الغربية و المنوفيه قبيلتي سنبس و لواتة وقد تجمعوا بسخا وسنهور فأوقعوا بهم وسبوا حريمهم وقتلوا الرجال وتبدد شمل عرب مصر وخمدت جمرتهم من حينئذ .     ولحق الشريف حصن الدين من بقي من أصحابه ، وبعث يطلب من الملك المعز الأمان ، فأمنه ووعده بإقطاعات له و لأصحابه ، ويصيرزا من جملة العسكر و عوناً له علي أعدائه ، فإنخدع الشريف حصن الدين ، وظن أن الترك لا تستغني عنه في محاربة الملك الناصر ، وتقدم هو و أصحابه وهو مطمئن إلي بلبيس . فلما أقترب من الدهليز نزل عن فرسه ليحضر مجلس السلطان ، فأحاط به جند الترك هو و أصحابه فقبض عليهم جميعاً وكان عددهم ألفي فارس و ستمائة راجل . و أمر الملك المعز فنصبت الأخشاب من بلبيس إلي القاهرة وشنق الجميع . وبعث الشريف حصن إلي ثغر الإسكندرية ، فحبس بها وسلم لواليها الأمير شمس الدين محمد بن باخل .      و أمر المعز بزيادة القطعية علي العرب  ( القطعية هي ما يفرضه السلطان أو الوالي من المالي علي قبيله او إقطاع ) و زيادة القود  المأخوذ منهم ومعاملتهم بالعنف والقهر فذلوا وقلوا حتي صار أمرهم علي ما هو عليه الحال                                           السلوك لمعرفة دول الملوك المقريزي 























































هناك تعليق واحد:

  1. عليهم لعنة الله المماليك العبيد الأعاجم الغدارين السفلة شذاذ الآفاق

    سبحان الله فيه فرق كبير بين إذا حكموا العرب بلد ما و بين حكم الأعاجم المنحطين

    ردحذف