حينما كنا أمة علم و أمة أدب لها فضل علي كل الأمم ننظر الي الامام الكبير الشافعي والامام الكبير محمد بن الحسن وهما في الفقه والفضل قمة .
تناظر الامامان الكبيران في مسأل الغصب . الغصب هو اخذ شئ رغما عن صاحبه او دون علمه . كان رأي الامام الكبير الشافعي في الغصب حسب مذهبه " أن الغاصب إذا إغتصب شيئا وذاد فيه ما يرتفع به ثمنه أن يسترد المغصوب منه هذا الشئ ويدفع ثمن الزياده إذا أراد فإن لم يرد أزيلت هذه الزياده قهرا "
ومن رأي محمد بن الحسن " أن المالك وهو المغصوب منه يخير فإن شاء أخذ الشئ ودفع قيمة الزياده وإن شاء تركه للغاصب وأخذ القيمة الاصلية لهذا الشئ "
وقد تناقش الامامان الكبيران في هذه المسأله فقال الشافعي لصاحبه : أتحب أن نتناقش في مسألة الغصب فرد محمد بالقبول ..
سأل محمد بن الحسن الامام الشافعي : ما رأيك في رجل غصب ساجة وبني عليها جدارا بلغت قيمتة ألف دينار . فجاء صاحب الساجة . فأقام شاهدين علي أنها ملكه ؟
فقال الشافعي : أقول لصاحب الساجة ترضي أن تإخذ قيمتها . فإن رضي فمرحبا . و إلا قلعت البناء الزائد وسلمت إليه الساجة..
فقال محمد بن الحسن سائلا الامام الشافعي : ما تقول في رجل غصب لوحا من الخشب . و أدخله في سفينه و وصلت السفينه إلي لج البحر . فأتي صاحب اللوح بشاهدين عدلين . أفكنت تنزع اللوح من السفينه وهي في البحر فيغرق الناس ؟
فقال الشافعي : لا .
فقال ابن الحسن : الله أكبر . رجعت عن قولك .. ثم قال بن الحسن سائلا الامام الشافعي : ما تقول في رجل غصب خيطا من الحزير . و إحتاج إليه في عملية جراحية ترتق بطنه . و جاء صاحب الخيط بشاهدين يشهدان أن الخيط ملك له . أكنت تنزع الخيط من بطن المريض ؟
فقال الشافعي : لا .
فقال ابن الحسن : الله أكبر تركت قولك . وقال أصحابه من الحنفيه ظهر الحق .
فقال الشافعي : لا تعجلوا .
وسأل محمد بن الحسن قائلا : أرأيت لو كان لوح السفينه هو لوح مالكها نفسه . أفيجوز له أن ينتزعه منها و هو في لج البحر . فيغرق الناس . أو أن ذلك حرام عليه ؟
فقال محمد بن الحسن : بل هو حرام عليه .
فقال الامام الشافعي : أرأيت لو كان خيط الحرير ملكا للمريض نفسه أفيجوز له أن ينتزعه من بطنه فيموت منتحرا ؟
فقال محمد بن الحسن : لا بل هو محرم .
قال الشافعي : أرأيت لو جاء مالك البناء . و أراد أن يهدم البناء . أيحرم ذلك عليه أم يباح ؟
فقال محمد بن الحسن : بل يباح .
فقال الشافعي :" كيف تقيس مباحا علي محرم ".؟
فقال محمد بن الحسن : فماذا تصنع إذن بصاحب السفينة ؟
قال الامام الشافعي : " آمره أن يسير بها إلي أقرب السواحل . ثم أقول له انزع اللوح و إدفعه لصاحبه . إذا رفض أن يأخذ ثمنه ...
تلك مناظره أخدتنا الي عالم عاشه اجدادنا بإحترام وتعايش مع الأختلاف المذهبي يا ليتنا نتعلم منهم وياليتنا عشنا ايامهم .
إرث العرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق