الجمعة، 1 مارس 2019

نقاش بأدب




حينما كنا أمة علم و أمة أدب لها فضل علي كل الأمم ننظر الي الامام الكبير الشافعي والامام الكبير محمد بن الحسن وهما في الفقه والفضل قمة .
     تناظر الامامان الكبيران في مسأل الغصب .  الغصب هو اخذ شئ رغما عن صاحبه او دون علمه .  كان رأي الامام الكبير الشافعي في الغصب حسب مذهبه " أن الغاصب إذا إغتصب شيئا وذاد فيه ما يرتفع به ثمنه  أن يسترد المغصوب منه هذا الشئ ويدفع ثمن الزياده إذا أراد فإن لم يرد أزيلت هذه الزياده قهرا " 
      ومن رأي محمد بن الحسن " أن المالك وهو المغصوب منه يخير فإن شاء أخذ الشئ ودفع قيمة الزياده وإن شاء تركه للغاصب وأخذ القيمة الاصلية لهذا الشئ "  
     وقد تناقش الامامان الكبيران في هذه المسأله فقال الشافعي لصاحبه : أتحب أن نتناقش في مسألة الغصب فرد محمد بالقبول .. 
سأل محمد بن الحسن الامام الشافعي : ما رأيك في رجل غصب ساجة وبني عليها جدارا بلغت قيمتة ألف دينار . فجاء صاحب الساجة . فأقام شاهدين علي أنها ملكه ؟
فقال الشافعي : أقول لصاحب الساجة ترضي أن تإخذ قيمتها . فإن رضي فمرحبا . و إلا قلعت البناء الزائد  وسلمت إليه الساجة..
فقال محمد بن الحسن سائلا الامام الشافعي : ما تقول في رجل غصب لوحا من الخشب . و أدخله في سفينه و وصلت السفينه إلي لج البحر . فأتي صاحب اللوح بشاهدين عدلين . أفكنت تنزع اللوح من السفينه وهي في البحر فيغرق الناس ؟ 
فقال الشافعي : لا .
فقال ابن الحسن : الله أكبر . رجعت عن قولك .. ثم قال بن الحسن سائلا الامام الشافعي : ما تقول في رجل غصب خيطا من الحزير . و إحتاج إليه في عملية جراحية ترتق  بطنه . و جاء صاحب الخيط بشاهدين يشهدان أن الخيط ملك له . أكنت تنزع الخيط من بطن المريض ؟ 
فقال الشافعي : لا .
فقال ابن الحسن : الله أكبر تركت قولك . وقال أصحابه من الحنفيه ظهر الحق . 
فقال الشافعي : لا تعجلوا .
وسأل محمد بن الحسن قائلا : أرأيت لو كان لوح السفينه هو لوح مالكها نفسه . أفيجوز له أن ينتزعه منها و هو في لج البحر . فيغرق الناس . أو أن ذلك حرام عليه ؟ 
فقال محمد بن الحسن : بل هو حرام عليه . 
فقال الامام الشافعي : أرأيت لو كان خيط الحرير ملكا للمريض نفسه أفيجوز له أن ينتزعه من بطنه فيموت منتحرا ؟ 
فقال محمد بن الحسن : لا بل هو محرم . 
قال الشافعي : أرأيت لو جاء مالك البناء . و أراد أن يهدم البناء . أيحرم ذلك عليه أم يباح ؟ 
فقال محمد بن الحسن : بل يباح . 
فقال الشافعي :" كيف تقيس مباحا علي محرم ".؟ 
فقال محمد بن الحسن : فماذا تصنع إذن بصاحب السفينة ؟ 
قال الامام الشافعي : "  آمره أن يسير بها إلي أقرب السواحل . ثم أقول له انزع اللوح و إدفعه لصاحبه . إذا رفض أن يأخذ ثمنه ...
تلك مناظره أخدتنا الي عالم عاشه اجدادنا بإحترام وتعايش مع الأختلاف المذهبي يا ليتنا نتعلم منهم وياليتنا عشنا ايامهم .

                    إرث العرب
    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق