الجمعة، 23 نوفمبر 2018

عبد الله بن عامر عامر الأزدي وسيل العرم








ورد الينا في الاثر قصه احد اجداد العرب الذي احتال علي قومه ونجا من سيل العرم
تذكر كتب التاريخ انه : كان في سبأ رجل يدعي (عبد الله بن عامر الازدي )وكان الله عز وجل قد انعم علي اهل سبأ بنعم لا تحصي ولا تعد كان الحدائق والبساتين لاتنقطع  صيفا ولا شتاءَ فكفروا بنعم الله وجحدوا فضله عليهم فارسل الله عليهم جرذا  بمخالب من حديد وانياب من حديد يحفر بمخالبه ويقرض بانيابه الردم ( سد مأرب )  الذي بنوه علي غير شربهم .فأول من علم بذلك عبد الله بن عامر الازدي فأنطلق نحو الردم فرأي الجرز يحفر بمخالب من حديد ويقرض بأنياب من حديد , فأنصرف لأهله فأخبر زوجته  وأراها ذلك وأرسل الي بنيه , فقال : هل ترون ما رأينا ؟ قالوا : نعم  قال لهم فإن الامر ليس لنا اليه سبيل أضمحلت فيه الحيل , لأن الامر لله قد اذن بهلاكه فأتي بهره والجرذ يحفر ولا يكترث لها , فلما رات الهره ذلك ولت هاربه . فقال عبدالله : أحتالوا لأنفسكم ؟ فقالوا : يا ابت كيف نحتال ؟ فقال : اني محتال لكم بحيله فدعا اصغر ابناءه ثم قال له : إذا جلست اليوم في المجلس واجتمع القوم الي امرت اصغركم بامر فليغفل عنه فإذا شتمته فليهم الي فيلطمني فلا تتغيروا انتم عليه فإذا رأي الجلساء من القوم تنكم لم تتغيروا علي اخيكم لم يجسر احد منهم ان يتغير عليه .
فأحلف انا عند ذلك يمينا معظمه لا كفارة لها ان لااقيم بين اظهر قوم قام الي اصغر بني فلطمني فلم يتغيروا لذلك .
( كان لعبد الله نب عامر مجلس ينعقد كل يوم يأتيه قومه ليشاورونه في امورهم ويؤخذ برأيه لحكمته والحيله انه سيامر اصغر ابناه بامر ما فلا يقوم ابنه لامره فيشتمه عبد الله فيقوم الولد ضاربا اباه فلا يتحرك ابناء عبد الله ويمنعون اخوهم فلما يراي القوم ان ابناء عبد الله لم يمنعوا اخوهم من ضرب اباه لن يمنعوه هم ايضا فيحلف عبد الله ان لا يجلس بينهم ويفارقهم كيف يجلس بين قوم لم ينصروه )
فلما راح الناس اليه امر ابنه ببعض امره فلهي عنه , ثم امره فلهي عنه فشتمه فقام اليه فلطم وجهه , فتعجبوا من جرأه ابنه , فنكسوا رؤوسهم وظنوا ان ولده يتغيرون عليه , فلما لم يتغير احد منهم قام الشيخ (عبد الله بن عامر  ) فحلف ان يتحول عنهم ,ويسبدلون بداره , فلا يقيم بين أظهر قوم لم يتغيروا علي ابنه فقام القوم معتذرين وقالوا : إنا كنا نظن ان اولادك لا يتغيرون ,فذلك الذي منعنا قال : لقد سبق مني ما ترون وليس الي غير التحويل سبيل . فعرض ضياعه علي البيع , وكان الناس يتنافسون لشراء املاكه وضياعهفباعها جميعا ثم رحل عنهم وانتقل بماله وعياله ...
فلم ينقضي قليلا من الايام حتي انهي الجرذ ما كان موكلا به وخرب الردم , فتفاجئ القوم ليلا بعدما أمنوا في خدورهم بالسيل الذي اقبل ياتي علي الاخضر واليابس وضربت ديارهم فلم يفلح من بنوا سبأ الا عبد الله بن عامر بحيلته وذكائه ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق