حدثنا بعض من مضي في غابر الازمان ان المنذر بن ماء السماء
احدهما هو خالد بن المضلل، والاخر هو عمرو بن مسعود بن كلده.
في أحدي الليالي شرب من الخمر ما أذهب عقله فأطر بأن يحفر لكل واحد حفره بظهر الحيره ، ثم يضع كل من في تابوت ويدفن كل منهم في حفره
ثم غلبته الخمر فغاب عن الوعي نائما.
أفاق المنذر من سكرته فسأل عن نديماه فأخبره الخدم بمآ صدر منه بالليل فحزن حزنا شديدا وأقسم الا يشرب الخمر ابدا ثم ركب
جواده وذهب لينظر اليها ويزداد حسرة وندما
، فأمر ببناء قبتين عليهما واسماهما الغرين (الغرين بناء من الطين الذي ينجرف مع السيل يكون ملتصقا بشدة ) و أمر ان كل من يمر امامهم يسجد لهم ...
وجعل المنذر لنفسه يومين في السنه يجلس فيهما عند الغريين يسمي يوما يوم النعيم & يوم البؤس.
فأول من يطلع عليه يوم النعيم يعطيه مراء من الابل شوماً اي لونها اسود ، و أول من يطلع عليها يوم بؤسه يعطيه رأس ظربان اسود ، ثم يأمر به فيذبح ويغري بدمه الغريان يسكب ده علي القبه فتصبح ملونه بالدم.
كان اول من اشرف عليه يوم بؤسه (عبيد بن الابرص)
فقال له المنذر: هلا كان الذبح لغيرك يا عبيد؟
فقال عبيد : اتتك بحائن رجلاه! حائن تعني هالك (جاء اليك الهالك برجله)
فقال المنذر : ما أشد جزعك من الموت
فقال عبيد : لا يرحل رحلك من ليس معك
فقال المنذر : قد أمللتني فأرحني قبل ان أمر بك.
فقال عبيد
: عز بز اي خوفه من الموت غلبه
فقال المنذر
: أنشدني قبا ان اذبحك؟
فقال عبيد
: والله إن مت لما ضرني وإن أعش ما عشت في واحدة
فقال المنذر
: لابد من إنه الموت و لو آن النعمان (ابن المنذر) لي في يوم عرض بؤس لذبحته .فأختر لنفسك إن شئت الأكحل ، و إن شئت الإبجل، وإن شئت الوريد؟
(الاكحل وريد في وسط الذراع ، والابجل وريد في الرجل)
فقال عبيد: ثلاث خصالِ كسحابات عاد ، واردها شرود ، وحاديها شرفن ، و معادها شر معاد ، ولا خير فيه لمرتاد،
و إن كنت لا محالة قاتلي فأسقني الخمر، حتى إذا ماتت مفاصل وذهلت لها ذواهلي فشأنك وماتريد ، فأمر المنذر بحاجته من الخمر ، ...
أولها خمر وأخرها خمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق